محمد جبالي على الرغم من امتداد جذور الكاميرا الى نهايات القرن التاسع عشر ، الا انها تعتبر احدى اكتشافات القرن العشرين - هذا القرن الذي عرف بهوسه للحدود الدقيقة بين الخيال والواقع وبين التاريخ والأسطورة . لقد اثر اختراع الكاميرا على مجمل نواحي حياتنا ، وعمليا فهي احدى الادوات التي سرعت وتيرة الاحداث التاريخية وصولا الى العصر الحديث . ولقد شكلت هذه الآلة ، جهازا يمكنه تضليل الانسانية واقناعها ان بمقدورها تخليد ” صورة للعالم “، صورة من المفترض انها كاملة وأصلية . أخرجوا وانظروا ، ملايين بني البشر يجولون في العالم مؤمنين بكل جوارحهم انه وبالضغط على زر في جهاز سحري ، سيكون باستطاعتهم تخليد لحظات عابرة . تمنح الكاميرا الناس شعورا بأنهم قادرون على تخليد لحظات هي ” حقيقة “، لحظات من الواقع . وهكذا فحينما ننظر الى صورة التقطتها الكاميرا فنحن عمليا ننكشف على فعل توثيقي ، على ” برهان “ ان امرا ما قد وقع بالفعل ، وان حادثا حصل فعلا ، على الاقل في تلك اللحظة ، امام العدسة التي التقطت شكله . التقطت لحظة واقعية حقيقية وفعلية ، وليس وهما يسهل دحضه . على الرغم من انه من الممكن ان نرى بالكاميرا جزءا من ...
אל הספר