|
עמוד:14
في مقال بعنوان ما فوق وما تحت خط النظر ، فإنني وأفيطال باراك نشخص ونحلل الجوانب المهيمنة على تصوير جبل الهيكل في لحظات مفصلية في تاريخ التصوير المحلي . نثبت من خلال هذه المقالة أن النظرة البعيدة عن المشهد ، والتي درجنا على رؤية جبل الهيكل من خلالها ، ليست طبيعية أو حيادية ، بل مشحونة بالمعاني المختلفة وفق احتياجات ذوي المصالح في المنطقة . وهكذا ، في حين أن النظرة من بعد ، التي تنجلي في صور جبل الهيكل من القرن التاسع عشر ، منحته طابعا أسطوريا ، شرقيا وعابرا للزمن ، عبر تمويه عمليات التحديث المتسارعة التي مرت بها المنطقة حوله ، فإن حرب الـ 67 غيرت طريقة عرض جبل الهيكل ، إذ أخمدت الشوق الديني - الأصولي الذي لازمه ، وأبرزت المعاني الحربية الاستراتيجية لاحتلاله . في نهاية المقال ، نسدد نظرنا إلى صورتي جسمين غير مركزيين ، صورتهما مصورتان مستقلتان . نلمس في هاتين الصورتين نوعا جديدا من تحمل مسؤولية ما نراه . في المقالة كم من العناصر السياسية - لاهوتية من الممكن استنساخها في صورة واحدة ، يستمر محمد جبالي في معاينة مجموعات الصور المؤسساتية الصهيونية ، ويقارن بين الأرشيف الحديث والمعالم التذكارية الدينية لمجتمعات ما قبل الحداثة . يدعي جبالي أن الأرشيف يدعونا إلى التعرف على التاريخ ودراسته بالطريقة التي جمع بها ، وتنظيمه لامتلاك المعرفة ، بديل لزيارة المواقع الدينية التي تتيح لنا التواصل مع الغيبي . يتتبع الكاتب تبلور وثيقة أرشيفية واحدة : صورة لجنود جيش الدفاع الإسرائيلي على خلفية قبة الصخرة ، والتي ظهرت على غلاف مجلة فرنسية بعيد احتلال المنطقة في حرب . 1967 يعرف الصورة بأنها كولونيالية كلاسيكية ، تضع إصبعها على خلل في ظاهرتين حديثتين : فشل في احتلال الحرم على نحو مطلق ، وفشل في علمنة المعلم الديني . يرى الكاتب في صورة جنود جيش الدفاع الإسرائيلي ، وهم يحتفلون بانتصارهم على خلفية قبة الصخرة ، خرابا للقدس وإبرازا لبوابة تيتوس الفلسطينية الحديثة . بصرف النظر عن صرامة الدلائل لسلطان الأرشيف أو المجلة ، والتي هيمنت على رواية الانتصار الإسرائيلي في الحرب ، وعلى الرغم من أن الصورة تعبر عن لحظة الاحتلال الفعلي للحرم الشريف على يد الجيش الإسرائيلي ، ينجح جبالي في تحرير الصورة من قيود الأرشيف والرواية الصهيونية التي تأسرها ، ورؤيتها لحظة تحرير . كما يدعي أن نماذج صور الحرم الشريف بإمكانها الاستئناف على مواقف شائعة حول مكانة الصورة في القرن العشرين ؛ فعلى عكس تنبؤات رولان بارت ، التي تقول بقدرة الصورة في القرن العشرين أن تحل محل المعالم القديمة ، يرى جبالي أن الصور العديدة والمتعددة للحرم
|
אוניברסיטת תל אביב. מרכז מינרבה למדעי הרוח
|